الثلاثاء، يناير 13، 2009

...يسلم **قولك** ياأستاذ...

الثلاثاء، يناير 13، 2009 0 التعليقات




الثلاثاء 13-يناير-2009م
‏16 من محرم 1430 هـ

من قريب
بقلم : سلامة أحمد سلامة

لماذا يجب وقف الغاز؟

لا يمثل وقف تصدير البترول أو الغاز أمرا غير عادي في العلاقات الدولية‏...‏ فهو يقع في حالات كثيرة‏,‏ كوسيلة من وسائل الضغط السياسي كما هو الحال في الخلاف الناشب حاليا بين روسيا وأوكرانيا‏...‏ والذي أدي إلي إغلاق إمدادات الغاز عن أوكرانيا‏,‏ وبعض دول أوروبية‏...‏ وقد تكررت هذه الأزمة مرات عديدة بسبب السياسات الأوكرانية المعادية لروسيا والأقرب إلي حلف الأطلنطي‏.‏

وفي مصر تواجه الحكومة مشكلة تتعلق ببيع وتصدير الغاز لإسرائيل‏,‏ ولهذه المشكلة بالطبع جذور سياسية وقانونية ودستورية‏,‏ ولم يكن يخطر ببال أحد أن تطفو المشكلة علي السطح بهذه الحدة في اللحظة نفسها التي كشرت فيها إسرائيل عن أنيابها العدوانية‏,‏ وارتكبت من جرائم الحرب والإبادة ضد المدنيين ما يبرر ليس فقط وقف تصدير الغاز بل قطع العلاقات‏..‏

وربما ضاعف من وطأة المشكلة أنها أزاحت الستار عن الطريقة التي عقدت بها الصفقة في الخفاء‏,‏ وبطرق التفافية عبر احدي الشركات‏,‏ من خلال دعوي قضائية أقامها السفير السابق بوزارة الخارجية إبراهيم يسري‏.‏

وقررت المحكمة الإدارية في حكمين متتالين وقف بيع الغاز المصري لإسرائيل‏,‏ علي اعتبار أنه ينتقص من السيادة الوطنية ومصلحة مصر‏,‏ فضلا عن أن الاتفاقية لم تعرض علي مجلس الشعب خلافا للدستور‏.‏

لسوء حظ الحكومة أن يتصادف حكم المحكمة مع ارتفاع وتيرة العنف الإسرائيلي الوحشي علي غزة‏,‏ وأن يتساءل الرأي العام عن الأسباب التي تدعو مصر إلي الاستمرار في تصدير الغاز لإسرائيل‏....‏ تنير به مدنها وتشغل به مصانعها وتضئ به مستشفياتها‏,‏ بينما تدك القاذفات والقنابل الإسرائيلية بيوت الفلسطينيين وتقطع الكهرباء عن منازلهم ومستشفياتهم وتقتل الأطفال‏.‏

هناك حجتان يرد بهما المدافعون عن تصدير الغاز إلي إسرائيل‏:‏ الأولي أن اتفاقية السلام تتحدث عن التزام مصر بتصدير الغاز والبترول إلي إسرائيل مما يفيض عن حاجتها الاستهلاكية‏,‏ ومصر مولعة بتنفيذ الاتفاقيات الدولية‏!!‏

وقد يكون هذا صحيحا لو كان هناك سلام قائم بالفعل‏....‏ ولكن ما ترتكبه إسرائيل من جرائم واعتداءات منكرة علي المدنيين والأبرياء‏,‏ وعلي الحدود المصرية مع رفح يقوض أي مفهوم للسلام‏,‏ ويعطي لمصر كل المبررات القانونية والأخلاقية لتجميد اتفاق تصدير الغاز‏!(‏ والأولي أن نقول معاهدة السلام‏).‏

والحجة الثانية هي أن مثل هذه الاتفاقيات التجارية تساعد علي منع الحرب أي أنها تقيم من الروابط التي تحقق منفعة لإسرائيل تكبح جماح عدوانيتها‏...‏ فهي جزء من استراتيجية السلام التي أخذت مصر بها نفسها‏!!‏

وهو منطق لا يقنعنا‏...‏ لأن السلام إذا لم يكن قائما علي توازن القوي والمصلحة فسوف ينتهي إلي حالة من الخضوع والاستسلام تشجع الطرف الأقوي علي الحرب واغتصاب الحقوق واملاء الشروط‏,‏ وهو ما يحدث الآن‏,‏ من ازدراء إسرائيل بقرار مجلس الأمن وعدم التجاوب مع المبادرة المصرية‏.‏
((لاحول ولا قوة الا بالله))

0 التعليقات: